انتقلت الحرب ضد الجماعات الإسلامية من مصر إلى ليبيا، وفيما يتم ترويج احتمالات دعم أمريكي خليجي لما قامت به قوات الجنرال حفتر من عمليات عسكرية في مدينة بنغازي وكذا هجومه على المؤتمر الوطني الليبي، وفيما أعلنت دخلت قوات درع الوسطى التابعة للجيش الليبي مدينة طرابلس لتأمينها استجابة لقرار المؤتمر الوطني الليبي، أعلنت غرفة ثوار ليبيا دعوتها كافة الثوار للإنسحاب من الجيش الليبي ورفضها المساهمة في أي عمل يذهب ضحيته المواطنين الليبيين، هذا وقد التحقت ألوية عسكرية بقوات الجنرال حفتر في توالت بيانات الثوار والمدن الليبية المتمسكة بشرعية المؤتمر الوطني الليبي وبالمسار الديمقراطي السلمي في البلاد.
أعلن اللواء المتقاعد ” خليفة حفتر “، الذي قدم نفسه كرئيس للمجلس الأعلى للقوات المسلحةالليبية، عن رغبة الجيش الوطني في استمرار الحياة المدنية، واستقرار الحياة السياسية والأمنية في ليبيا. وطالب في بيان تلاه في مؤتمر صحفي نقل في القنوات الفضائيات ليلة أمس، المجلس الأعلى للقضاء بتكليف مجلس أعلى لرئاسة الدولة مدنياً، تكون مهامه تكليف حكومة طوارىء لتصريف الأعمال، والإشراف على مرحلة الانتخابات البرلمانية القادمة، وتسليم السلطة للبرلمان المنتخب، مع استمرار المجلس العسكري الأعلى للقوات المسلحة في حماية هذه الفترة الانتقالية. وأرجع اللواء ” حفتر ” ، لجوءه إلى المجلس الأعلى للقضاء، بعد رفض المحكمة العليا وهيئة صياغة مشروع الدستور (لجنة الستين)، تولي مهام المؤتمر الوطني العام لحين الانتهاء من الانتخابات البرلمانية القادمة.
من جهته أدان المؤتمر الوطني العام الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة بنغازي والتى تمثلت في ترويع الآمنين فيها من قبل عسكريين خارجين على القانون والشرعية، وكذلك ما حدث من خطف واغتيال وإرهاب للآمنين.كما أدان المؤتمر في بيان له يوم أمس الأربعاء عملية الاقتحام الأخيرة بمقره وما ترتب على ذلك من خطف لأحد أعضائه وعدد من الموظفين وإهانتهم، وألقى بيان المؤتمر باللائمة على الحكومة وقال إنها فشلت حتى في إجراء تحقيقات تكشف عن الجناة والمتورطين في عمليات الاغتيال التي شهدتها بعض المدن مما اضطره إلى إقالتها وتكليف حكومة جديدة، وأشار بيان المؤتمر إلى أنه يتعامل بإيجابية ويدعم كل المبادرات المحلية والدولية لمكافحة الإرهاب واجتثاثه من ربوع ليبيا، شرط أن يكون تطبيق هذه المبادرات تحت إشراف مؤسسات الدولة الرسمية وسيادتها، وجاء في البيان أن المؤتمر الوطني العام وضع على جدول أولويات الحكومة القادمة الملف الأمني، وهو مستعد لتوفير كافة الإمكانيات والدعم اللازم لذلك، وأدان المؤتمر الوطني العام ما وصفه في بيانه بـالهجمة الإعلامية التحريضية الشرسة التي تقودها قنوات فضائية ضد شرعية المؤتمر ومؤسسات الدولة والتحريض على الفوضى والخروج عن النظام العام والقانون،وجدد المؤتمر الوطني العام تمسكه بالمسار الديمقراطي السلمي كأهم هدف من أهداف ثورة 17 من فبراير المجيدة، وأنه يدعم المفوضية العليا للانتخابات ويقدم لها كافة الإمكانيات والتسهيلات لإتمام عملها في أسرع وقت ممكن وتسليم السلطة لمجلس النواب القادم.
هذا وقد أعلن نائب الأمين العام لجامعة الدول (العربية) أنه تقرر عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين غدا الخميس لبحث الأوضاع الليبية. وقال ” بن حلي ” في تصريح له إن الاجتماع التشاوري الذي سيعقد بمقر الأمانة العامة للجامعة يأتي بناء على طلب الأمين العام من الدكتور ” نبيل العربي ” لاطلاع المندوبين الدائمين على اتصالاته ومشاوراته الجارية بشأن الأوضاع في ليبيا، وسبل دعم مهمة ” ناصر القدوة” ممثل الامين العام للجامعة العربية الخاص بليبيا.
من جهتها، أعلنت الخارجية الأميركية تأييد واشنطن بقوة لإجراء الانتخابات التشريعية في ليبيا نهاية شهر يونيو المقبل من أجل وضع حد لدورة العنف. هذا وأجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال جولة له في المكسيك محادثات هاتفية مع نظرائه المصري والتركي والفرنسي حول الوضع في ليبيا وحول ما يمكن أن تقوم به الأسرة الدولية من أجل دعم العملية الجارية، حسب ما نقلت الناطقة باسم وزارة الخارجية، معتبرة أن الانتخابات هي جزء من العملية.
من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن تعيين مبعوث خاص لبلاده في ليبيا هو دوني غوير، ستكون مهمته التنسيق مع مبعوثي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية “بهدف تثبيت الاستقرار وتسريع عملية المصالحة والحوار بين الليبيين”، وجاء في بيان للخارجية أنه “فيما تتفاقم الأزمة في ليبيا تبقى قناعتنا أنه يجب جمع الليبيين حول مشروع سياسي وطني مشترك لإعادة إطلاق العملية الانتقالية ووقف العنف“.
هذا وأصدر مندوب ليبيا في الأمم المتحدة، إبراهيم الدباشي، اليوم الأربعاء، بياناً يعلن فيه تأييده للواء الليبي المنشق، خليفة حفتر، والعملية العسكرية التي يقودها عدد من ضباط قوات الجيش ضد مسلحين في بنغازي.
وشدد الدباشي في بيانه على أن “ثورة 17 فبراير ثورة شعب، ولا يمكن أن يتخلى عنها رموزها ومن قادوها، وأنها لن تفشل في تحقيق أهدافها مهما واجهت من صعاب، ومهما كانت قوة محاولات اختطافها“.
وكالات+أمادال بريس