وجه “منتدى توبقال للثقافة الأمازيغية وحقوق الإنسان“، رسالة إلى كل من رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ووزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، محمد حصاد، وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت وعامل عمالة إقليم الحوز، يطالبهم فيها بـ”إنقاذ تلاميذ عدد من دواوير جماعة أسني التابعة لإقليم الحوز من خطر الخنازير البرية والهدر المدرسي وفتح تحقيق في استعمال رئيس الجماعة للنقل المدرسي لخدمة أهداف سياسية ضيقة.”
وأوضح “المنتدى” في رسالته، تتوفر “أمدال بريس” على نسخة منها، إن “عدد من تلاميذ وتلميذات الدواوير التابعة لجماعة أسني بإقليم الحوز، أغلبهم لا تتجاوز أعمارهم 12 سنة، يعيشون أوضاع مؤلمة ومؤسفة كل صباح بسبب بُعد قراهم عن الإعدادية/ الثانوية التي تتواجد بمركز جماعة أسني، بحوالي خمسة إلى 10 كيلومترات.”
وأشار المنتدى الذي يتخذ من “جماعة أسني” مقر له، أن سبب معاناة على من تلاميذ الجماعة “مرادها إلى غياب النقل المدرسي الذي يمكن أن ينقذ هؤلاء التلاميذ والتلميذات من شبح الهدر المدرسي الذي يهددهم كل صباح، وكذا وجود الخنزير البري في الطريق الذي يسلكه أغلب هؤلاء من قراهم إلى الإعدادية”، موضحا أن “تلاميذ دوار اسمه “تنصغارت” يبعد بخمسة كيلومترات عن الإعدادية/ الثانوية، يجدون صعوبة بالغة في الوصول إلى دراستهم، فهم يستيقظون من الساعة السادسة صباحا والظلام لا يزال يلتحف الأرض وأعمارهم كما سلف الذكر لا تتجاوز 12 سنة، ويقطعون خمسة كيلومترات مشيا على الأقدام وفي كل صباح تعترض الخنازير البرية طريقهم ممّا يهدد حياتهم، ولدينا أشرطة فيديو تؤكد ذلك.”
وتساءل المنتدى في رسالته الموجهة لرئيس الحكومة ووزير التربية الوطنية وعامل إقليم الحوز “كيف يستطيع هؤلاء التلاميذ استيعاب دروسهم وهم يعيشون كل صباح هذه المأساة، وهذا المشهد المؤسف، في مغرب اليوم، يكاد يتكرر بشكل يومي، ونفس المعاناة يعيشها عدد من تلاميذ دواوير أخرى والتي تتجلى بالأساس في بعد المسافة التي تربط قراهم بالمؤسسة التعليمية المذكورة.”
وأكدت ذات الرسالة أن “السبب الأول للمعاناة التي يعيشها هؤلاء التلاميذ، أغلبهم إن لم نقول كلهم من عائلات فقيرة، هو تلاعب رئيس جماعة أسني بالنقل المدرسي”، مشيرة إلى أن “عدد من التلاميذ وأبناء المنطقة يتهمون رئيس الجماعة باستغلال النقل المدرسي لخدمة أهداف سياسية ضيقة، تتجلى أولا في الانتقام من الدوائر التي صوتت ضده في الانتخابات التشريعية الماضية، وحرمانهم من حقهم في النقل المدرسي بل وحتى في إيوائهم بدور الطلبة بحجة قربهم من الإعدادية، وتخصيص النقل المدرسي للدوائر التي صوتت لصالحه، والطامة الكبرى هي أن هذا النقل المدرسي الذي خصصه رئيس الجماعة للدوائر التي صوتت لصالحه في الانتخابات الماضية، يمر كل صباح على الدوائر التي حرمها منه دون أن يكلف نفسه عناء نقل تلامذتها وهذا ما يثير الاستغراب والشكوك.”
وطالب منتدى توبقال للثقافة الأمازيغية وحقوق الإنسان رئيس الحكومة ووزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، وعامل إقليم الحوز بـ”التدخل لإيجاد حل عاجل لهذه المأساة التي يعيشها هؤلاء التلاميذ والتدخل لإنقاذ حياتهم من الخنزير البري، وإنقاذهم من شبح الهدر المدرسي الذي يتربص بهم في كل يوم”، كما طالب من وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت بالتدخل “لفتح التحقيق في مزاعم استغلال رئيس الجماعة للنقل المدرسي لخدمة أهدافه السياسية الضيقة، وابتزاز الدوائر التي صوتت ضده.”
أمدال بريس: متابعة