تمكّن الأستاذ والمترجم الأمازيغي أبوبكر علي من ترجمة الكتاب الفلسفي التاريخي الشهير “الأمير”، لمؤلفه الإيطالي نيكولو ميكيافيلي، إلى اللغة الأمازيغية. ويُعد هذا العمل واحدًا من أشهر المؤلفات السياسية في تاريخ الفكر الإنساني، كما يُعتبر من الكتب الأساسية في الفلسفة السياسية.
وحسب الأستاذ أبوبكر، فإن الهدف من ترجمته إلى الأمازيغية هو إبراز مظاهر الفكر الإنساني باللغة الأمازيغية، خاصةً في ظل التطور الملحوظ الذي شهدته هذه اللغة مؤخرًا في مجال الكتابة الإبداعية، ولا سيما في ميدان الأدب.
ويرى الأستاذ أبوبكر أن “تطوير اللغة الأمازيغية رهين بالترجمة منها وإليها، كلٌّ حسب تخصصه، لاسيما مع التقدم الملحوظ في عدد التلاميذ والطلبة والمهتمين الذين أصبحوا يُقبلون على قراءة ونشر الإبداعات الأمازيغية، التي شهدت طفرة نوعية في المغرب، انطلاقًا من خطاب أجدير وصولًا إلى الترسيم وتنزيل القوانين التنظيمية”.
وأشار أستاذ اللغة الأمازيغية إلى أن من مميزات هذا الكتاب كونه قد تُرجم إلى عدد كبير من اللغات، وأن معجمه الحافل بالمصطلحات السياسية، والدبلوماسية، والقانونية، والعسكرية، والحقوقية، والدينية، والتاريخية، والجغرافية، وهذا يضيف ما “دفعني إلى التنقيب عن هذه المصطلحات في لغتنا الأمازيغية، مستعينًا بالتداول الشفهي، وبمعاجم بارزة كالأجزاء الثلاثة لمحمد شفيق، وكل ما أنتجه المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، إضافةً إلى ما هو متوفر في مكتبتي الشخصية”.
جدير بالذكر أن الأستاذ أبوبكر سبق له أن نشر روايات وقصصًا ومقالات باللغتين الأمازيغية والعربية، وهو أستاذ لمادة اللغة الأمازيغية في المدرسة المغربية، حيث حصل على شهادتي الإجازة والماستر بمدينة أكادير.
ⴰⵣⵓⵍ ⴰⵙⴽⵍⴰⵏ
يُعدّ العمل الذي قام به الأستاذ أبوبكر علي خطوة رائدة وجديرة بالتنويه، ليس فقط لما يمثله من جهد لغوي وثقافي عميق، بل لما يحمله من دلالة قوية على دينامية اللغة الأمازيغية وقدرتها على استيعاب الفكر الإنساني المعقد، وترجمة نصوص فلسفية وسياسية ذات ثقل عالمي كـ”الأمير” لميكيافيلي.
هذا المشروع يندرج ضمن مسار تثمين اللغة الأمازيغية وتوسيع آفاق استخدامها في ميادين جديدة، تتجاوز حدود التواصل اليومي، لتلامس قضايا الفكر والسياسة والفلسفة. كما يُبرز العمل روح الاجتهاد والانخراط الفعّال في ورش الترجمة، الذي يُعد من الركائز الأساسية في إغناء اللغة وتطويرها.
ولعل اعتماد الأستاذ أبوبكر على موارد متنوعة، من التداول الشفهي إلى المعاجم المتخصصة، يعكس حرصه على الوفاء لروح النص الأصلي، وفي الوقت نفسه، الإبداع في إيجاد المقابل الأمازيغي الدقيق للمفاهيم المعقدة.
فتحية تقدير واحترام لهذا الجهد النبيل.