صرخة العدد 251 دجنبر 2021/2971

في نهاية تسعينات القرن الماضي، لم تكن “العالم الأمازيغي” سوى فكرة تبلورت وتطورت مع مرور الأيام، ولما نضجت الشروط، بدأت المغامرة في مستهل الألفية الثالثة، وكانت آنذاك الإفتتاحية موسومة ب “كلمة لا بد منها“، أكتب من خلالها كلمات لأبعث برسائل واضحة علها تصل إلى من يهمهم الأمر. وكان الهدف الوحيد من وراء كل ذلك إنصاف الأمازيغية ورد الاعتبار لها ليس إلا.

لكن أمام صم الآذان، تحولت الكلمة إلى صرخة، أصرخ بملء فمي لأوصل معاناة الأمازيغ أينما حلوا في الداخل والخارج، واعرف بتاريخ الأجداد وجغرافية المكان وواكبت معاناة الإنسان والشجر والحجر، فكانت “الصرخة التي لابد منها” للتعريف تارة والتنديد تارة أخرى والترافع مرات ومرات.

نعم إنها الصرخة التي تلزم علي مهمتي الجديدة، مستشارة لدى رئيس الحكومة مكلفة بالملف الأمازيغي، أن أستقيل منها لأن مهامي الجديدة تستوجب علي واجب التحفظ لأقوم بعملي في حياد عن أي مسؤولية أخرى سواء في الجريدة وكذلك في كل التنظيمات الجمعوية الأمازيغية، التي أنتمي إليها. إن القرار ليس أمرا من أي مؤسسة ولا نصيحة من أي مسؤول، بل هو قرار خاص بي، اتخذته احتراما للمهمة التي أنطت بها، واحتراما للجريدة التي أسستها وبنيتها على مبدأي المصداقية والحياد في تناول المواضيع، واحتراما للإطارات والتنظيمات التي أنتمي إليها. وقبل هذا وذاك احتراما لشخصي ولسمعتي التي هي رأس مالي الرمزي.

إذن إنها الـ “صرخة لا بد منها” الأخيرة وأريد عبرها أن أقدم الشكر لكل القراء الأفاضل وكل الغيورين على الجريدة من أصدقاء وزملاء في المهنة ومن مدعمين لنا ماديا من مؤسسات ومستشهرين، ومعنويا من الأساتذة والمناضلين المتعاونين معنا. الشكر موصول أيضا إلى طاقم الجريدة من صحفيين/ت ومحررين/ت وكتاب وكل المتعاونين/ات. وأخبر كل هؤلاء أن الجريدة سأتركها بين يدي «راشدين ورشيدين»، رشيد الراخا مؤسس الجريدة إلى جانبي وهو الزوج والزميل والصديق، «مديرا للنشر»، ورشيدة امرزيك ابنة “العالم الأمازيغي” وهي زميلة وأخت وصديقة وابنة، تدرجت في مهام كثيرة بالجريدة استوعبت وآمنت بمبادئ وخط تحرير الجريدة، «رئيسة للتحرير». وبهذه المناسبة أتمنى لهما كامل التوفيق والنجاح والإستمرار بنفس الثبات على عهد دفاعا عن الأمازيغية، وبنفس الحياد في تناول المواضيع والترافع على أخرى وأكثر تشبثا بالبقاء.

وقديما قال الحكيم الأمازيغي:

ⵜⴰⴳⴳⵯⴰⵜ ⵜⵥⵥⴹⴰⵢ ⴰⵖⴰⵔⴰⵙ ⵉⵖⵣⵣⵉⴼ ⵎⴰⵛ ⵏⵥⴹⴰⵕ ⴰⵙⵏ
Taggwat tẓḍay aɣaras iɣzzif mac nẓḍaṛ asn

بمعنى:

لا نهاب ثقل الحمل ولا طول الطريق لأننا أقوياء

صرخة العدد 251 دجنبر 2021/2971 – جريدة العالم الأمازيغي

شاهد أيضاً

أمينة ابن الشيخ

صرخة العدد 277 فبراير 2024/2974

أثارتني بعض الردود “الغاضبة” من تصريحات الناخب الوطني المغربي، السيد وليد الركّراكّي، أثناء تدخله في …

تعليق واحد

  1. نتمنى أن تترافعي في حق الطلبة والطالبات المقصيين من اجتياز مباراة اطر الأكاديميات بسبب شروط السن تخصص الأمازيغية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *