“سيفيروس” أمازيغي حكم الإمبراطورية الرومانية

ربما لم يكن ليدور في خلد أحد أن الإمبراطورية الرومانية العظيمة، سيحكمها شخص أمازيغي.

الحديث هنا عن رجل يُدعى لوكيوس سبتيميوس سيفيروس، الذي استطاع أن يصل إلى عرش الإمبراطورية الرومانية ويحكمها ثماني سنوات، فمن يكون هذا الرجل؟

الليبي الطموح
وُلد لوكيوس سبتيميوس سيفيروس سنة 146 قبل الميلاد في بلدة لبتيس مجنا في ليبيا. تلقى تعليما رومانيا، بحكم أن شمال أفريقيا كانت خاضعة لروما. كان أبوه وأجداده فرسانا وقادة في جيش روما.

درس الفلسفة في أثينا والقانون في روما، وتمرّس في الوظائف تحت رعاية الإمبراطور الروماني الشهير ماركوس أوريليوس، مثلما يذكر كتاب Suétone, les Ecrivains de l’Histoire Auguste.

مكّنته معرفته وقربه من الإمبراطور أوريليوس من أن يصل إلى مناصب عليا، حيث عمل حاكما لمقاطعات في إسبانيا وعضوا في مجلس الشيوخ وقائدا في جيش إقليم جرمانيا، لكن الرجل كان طموحا جدا لا يرى نفسه مجرّد حاكم صغير أو قائد جيش.

إمبراطورية ‘تتململ’
تزوج سيفيروس من يوليا دامنا، وهي زوجته الثانية، والتي لعبت دورا في مضاعفة طموحه ووصوله إلى عرش الإمبراطورية.

ويوليا هذه من أسرة ثرية في حمص بسورية، كان لعائلتها مركز كهنوتي كبير، أنجبت لسيفيروس ولدين.

بعد وفاة الإمبراطور أوريليوس قتيلا على يد ابنه كومودوس، هذا الأخير الذي كان ضعيفا ويفتقد للحكمة، بدأ التململ يجد طريقه إلى الجيش، الذي لم يكن راضيا عن الإمبراطور الجديد، وانتهى الأمر باغتياله، وفي ظرف ستة أشهر فقط توالى على حكم روما إمبراطوران، فارتبكت الإمبراطورية، وشرعت الجيوش المنتشرة شرقا وجنوبا وشمالا في تنصيب قادتها أباطرة.

هنا احتاج الأمر إلى رجل قويّ، يفرض سلطته ويعيد الحكم إلى جهة واحد، فكان سيفيروس.

سيفيروس الإمبراطور
يذكر كتاب “الحضارات القديمة”، أن الصراع على الحكم كان داميا “نادت جيوش روما في الشرق بتعيين قائدها جايوس بسكينوس إمبراطورا، وكان واليا على سورية، ونادت الجيوش الموجودة شمال أوروبا قرب بريطانيا بتعيين قائدها ألبينوس كلاوديوس، وفي الوقت نفسه نادت قوات الدانوب بتعيين قائدها سبتيميوس سيفيروس، واصطدمت الجيوش الثلاثة ببعضها في معارك طاحنة، ودحر سيفيروس خصومه واستولى على العرش في روما”، كان هذا سنة 193 قبل الميلاد.

لم يجد مجلس الشيوخ، وهو أعلى قوة تشريعية في روما، بُدًّا سوى التسليم للإمبراطور الجديد، فـ”رضخ مجلس الشيوخ لسبتيميوس، كما أنعموا عليه بالألقاب التشريفية، وأدانوا يوليانوس (الإمبراطور الحالي) بحكم الإعدام”، مثلما جاء في كتاب “تاريخ الإمبراطورية الرومانية السياسي والحضاري”.

شنّ سيفروس حملة “انتقام” من خصومه قادة الجيوش، فقضى عليهم حتى يخلو له كرسي روما الأول، وبذلك ثبّت حكمه، الذي استمر ثماني سنوات، كما مهّد الحكم لعائلته لتحكم من بعده.

*عن أصوات مغاربية

اقرأ أيضا

في الدفاع عن العلمانية المغربية: رد على تصريحات ابن كيران

اطلعت على تصريحاتك الأخيرة التي هاجمت فيها من وصفتهم بـ”مستغلي الفرص لنفث العداء والضغينة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *